أخطر أضرار الحشيش و كيف يمكن علاجها

أخطر أضرار الحشيش و كيف يمكن علاجها

تتعدد أضرار الحشيش سواء نفسيًا أو جسديًا، فهو عبارة مادة مخدرة تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، وخاصة على الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة، التعلم، الانتباه، والحركة، والمكون النشط الرئيسي في الحشيش هو رباعي هيدروكانابينول (THC)، والذي يعمل على تحفيز نظام المكافآت في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين، وهذه الكمية المفاجئة للدوبامين ينتج عنها الشعور بالنشوة والمتعة المؤقتة، ولكن سرعان ما يحدث التحول ويؤدي الحشيش إلى آثار جانبية طويلة المدى على الصحة العقلية والنفسية.

كيف يعمل الحشيش؟

عند تعاطي الحشيش سواء بالتدخين أو الاستنشاق أو غيرهم من الطرق يتم امتصاص المادة الأساسية والفعالة THC في الدم ومن ثم ترتبط بمستقبلات الدماغ، وهي المسؤولة عن تنظيم مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية، بما في ذلك المزاج والنوم والشعور بالسعادة والاسترخاء.

وعند تعاطي الحشيش يتم تحفيز إفراز مادة رباعي هيدرو كانابينول، وهي مادة كيميائية تشبه مادة الأنانداميد التي ينتجها الدماغ بشكل طبيعي وترتبط بالشعور بالمتعة والسعادة والهدوء، وهذا الإفراز الغير طبيعي يؤدي إلى حدوث مجموعة من  التغييرات الملحوظة في الحالة المزاجية والسلوك، حيث يشعر المتعاطي بزيادة في الشعور بالاسترخاء والسعادة.

ومع ذلك، فإن هذه التأثيرات بالمتعة ليست دائمة، فعندما يتوقف الشخص عن تعاطي الحشيش يعاني من أعراض انسحاب شديدة، مثل الاكتئاب والقلق والخوف، وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت على كيمياء الدماغ خلال مدة التعاطي، وبالإضافة إلى ذلك قد يتسبب تعاطي الحشيش على المدى الطويل في حدوث خلل في وظائف الدماغ.

أضرار الحشيش على الدماغ

إدمان الحشيش يؤدي إلى حدوث مجموعة من التغيرات في كيمياء الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الآثار السلبية، وهي كما يلي:

  • يؤدي تعاطي الحشيش إلى حدوث تقلبات حادة في المزاج، فقد يشعر المتعاطي بالنشوة والفرح الزائد يليها شعور بالاكتئاب والقلق الشديد.
  • تأثير الحشيش فعال للغاية، فهو يؤثر على قدرة الدماغ على التركيز والانتباه، مما يؤثر بشكل سلبي على جميع جوانب حياة الشخص سواء التعليمية أو المهنية.
  • يتسبب الحشيش في صعوبة تذكر المعلومات الجديدة، واسترجاع الذكريات القديمة. 
  • يؤدي إلى الإصابة باضطرابات في إدراك الزمن والمكان والحواس، مما قد يؤدي إلى الشعور بالارتباك والهلوسة.
  • يرتبط إدمان الحشيش بزيادة خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية، مثل الفصام والذهان.
  • تلف الخلايا العصبية وتدهور في القدرات العقلية.

أضرار الحشيش الجسدية

أضرار الحشيش الجسدية

يرتبط تعاطي الحشيش بشكل مباشر بتنشيط مستقبلات القنب في الدماغ، مما ينتج عنه شعور بالراحة والاسترخاء، ولكن ينتج عن ذلك مجموعة من التأثيرات الجسدية الضارة، وهي كما يلي:

  • ضعف عضلة القلب: قد يؤدي تعاطي مخدر الحشيش إلى ضعف شديد في عضلة القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
  • انخفاض ضغط الدم: يعاني الكثير من متعاطي الحشيش من انخفاض حاد في ضغط الدم.
  • تدمير الرئة: يؤدي تدخين الحشيش إلى تدمير أنسجة الرئة، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
  • اضطرابات هضمية: يسبب الحشيش اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء.
  • تلف الكلى: أظهرت الدراسات العلمية علاقة قوية بين تعاطي الحشيش وتلف الكلى، وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة.
  • اضطرابات نفسية: يرتبط تعاطي الحشيش بظهور العديد من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
  • شيخوخة مبكرة: يؤدي تعاطي الحشيش إلى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، وتساقط الشعر وتكسر الأسنان.
  • زيادة الوزن: يسبب الحشيش زيادة في الشهية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.

أضرار الحشيش النفسية

أضرار الحشيش النفسية

تعتبر أضرار الحشيش النفسية من أخطر الآثار التي تنتج عن تعاطيه، وتتعدد هذه الأضرار وتشمل:

  • نوبات شديدة من الاكتئاب والقلق، وقد تصل إلى الهلاوس السمعية والبصرية.
  • صعوبة في التركيز، ضعف الذاكرة، وتأخر في الاستجابة للمحفزات.
  • العنف، العصبية، وزيادة الشهية.
  • جنون العظمة (بارانويا الحشيش) هو أحد أخطر هذه الاضطرابات.
  • يعاني مدمنو الحشيش من أعراض انسحابية صعبة عند محاولة التوقف.

أضرار الحشيش على القدرة الجنسية

هناك علاقة قوية بين الحشيش والجنس، وذاك لأن تدخينه يمثل تهديدًا كبيرًا للصحة الجنسية والإنجابية لدى الرجال والنساء على حد سواء، وهذه أهم الآثار الجانبية:

تأثير مباشر على الجهاز العصبي: 

يتسبب الحشيش في تعطيل قدرة الجهاز العصبي على إرسال الإشارات بين الدماغ والأعضاء التناسلية بشكل صحيح، وهذا الخلل يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات الجنسية، مثل ضعف الانتصاب، والقذف المبكر، وانخفاض الرغبة الجنسية.

انخفاض حاد في جودة وكمية الحيوانات المنوية: 

يؤثر الحشيش بشكل سلبي على إنتاج الحيوانات المنوية، مما يقلل من عددها ويضعف حركتها، وهذا الانخفاض في جودة الحيوانات المنوية يقلل بشكل كبير من فرص حدوث الحمل.

زيادة حدة الاضطرابات الجنسية:

إذا كان الرجل يعاني من أي اضطرابات جنسية مسبقة، فإن الحشيش يزيد من شدتها ويصعب السيطرة عليها.

تأثير سلبي على خصوبة النساء:

يتداخل الحشيش مع عملية التبويض الطبيعية ويسبب تغيرات في بطانة الرحم، مما يقلل من فرص انغراس البويضة الملقحة ويؤدي إلى صعوبة الحمل والإجهاض المتكرر.

أضرار الحشيش على الحمل

أضرار الحشيش على الحمل

يؤثر الحشيش بشكل كبير على صحة الأم الحامل، وهذه الأضرار المحتملة:

تسمم الحمل: 

يزيد الحشيش من خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة خطيرة تهدد حياة الأم والجنين وتتسبب في ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى وجود بروتين في البول.

فقر الدم: 

يؤدي تعاطي الحشيش إلى نقص في مستوى الحديد في دم الحامل، مما يسبب فقر الدم الذي يؤثر على قدرة الجسم على حمل الأكسجين.

ضعف الجهاز المناعي: 

يضعف الحشيش الجهاز المناعي للحامل، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض.

مشاكل نفسية: 

يؤثر الحشيش على الجهاز العصبي المركزي للمرأة الحامل، مما يسبب مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات المزاجية.

أمراض الرئة: 

يزيد تدخين الحشيش للحامل من خطر الإصابة بأمراض الرئة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.

مشاكل في القلب والكلى: 

يؤثر الحشيش على وظائف القلب والكلى، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والفشل الكلوي لدى المرأة الحامل.

تعرف على: كيفية علاج إدمان الحشيش في المنزل دون انتكاسة

العلاقة بين الحشيش و الجريمة

أظهرت دراسة مصرية حديثة تم إجراؤها بواسطة المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان على عدد من نزلاء المؤسسات العقابية، علاقة وثيقة بين تعاطي المخدرات وارتفاع معدلات الجريمة في مصر.

وكشفت الدراسة أن نسبة كبيرة من الجرائم، تصل إلى 79%، ترتبط بشكل مباشر بتعاطي المخدرات كما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك ارتباطًا قويًا بين تعاطي مخدر الحشيش وارتكاب جرائم عنيفة مثل الاغتصاب وهتك العرض والقتل والسرقة بالإكراه، فمثلاً، أشارت الدراسة إلى أن 86% من مرتكبي جرائم الاغتصاب و58% من مرتكبي جرائم هتك العرض كانوا يتعاطون الحشيش.

مضاعفات إدمان الحشيش على المدى الطويل

يؤدي تعاطي الحشيش إلى ظهور مجموعة من المضاعفات طويلة المدى، وهي كما يلي:

الدماغ: 

يتسبب إدمان الحشيش في تدهور الوظائف الإدراكية، حيث يؤدي إلى ضعف في الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم.

الجهاز التنفسي: 

إدمان الحشيش يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الربو والتهاب الشعب الهوائية والحلق، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وضيق في الصدر.

الجهاز المناعي: 

تشير العديد من الدراسات إلى أن تعاطي الحشيش يضعف قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والالتهابات، مما يزيد من الاستعداد للإصابة بالأمراض المعدية

علاج أضرار الحشيش في مستشفى نبض التعافي

علاج إدمان الحشيش في مستشفى نبض التعافي

للبدء في هذه الرحلة نحو التعافي، ينصح بشدة بالتقليل من كمية الحشيش التي تتناولها تدريجيًا، حيث أن هذا الإجراء يساعد الجسم على التكيف بشكل أفضل مع التغيرات ويقلل من حدة أعراض الانسحاب.

بعد البدء في التقليل، قد تحتاج إلى دعم متخصص لتجاوز التحديات التي قد تواجهها، ومراكز إعادة التأهيل، مثل نبض التعافي توفر بيئة آمنة وسرية مصممة بشكل خاص لمساعدتك على التغلب على إدمان الحشيش، وهذه هي برامج العلاج:

التخلص من السموم: 

تتمثل الخطوة الأولى في برنامج العلاج في التخلص من السموم بشكل آمن وفعال، وهذه الخطوة تساعد على تطهير الجسم من آثار الحشيش وتخفف من حدة الأعراض الانسحابية التي قد تشمل الأرق، والقلق، والتغيرات المزاجية، والرغبة الشديدة.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): 

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي أداة قوية لفهم وتغيير الأنماط السلوكية التي تساهم في إدمان الحشيش، فمن خلال جلسات العلاج الفردية والجماعية، ستتعلم مهارات جديدة لإدارة الإجهاد والرغبة الشديدة، وتطوير خطط صحيحة للتعامل مع المواقف الصعبة.

العلاج التعزيزي التحفيزي (MET): 

يهدف هذا النوع من العلاج إلى تحفيزك على المشاركة الفعالة في عملية التعافي من خلال التركيز على نقاط قوتك وأهدافك، حيث سيعمل معالجك معك لتحديد الحوافز التي تدفعك إلى الاستمرار في رحلة الشفاء.

مجموعات الدعم: 

توفير بيئة داعمة حيث يمكنك التواصل مع أشخاص يشاركونك تجربة التعافي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير، فمن خلال مشاركة تجاربك وتعلم من تجارب الآخرين، ستشعر بأنك لست وحدك في هذه الرحلة.

اقرأ ايضا: هل يمكن علاج إدمان الحشيش بالأعشاب

أسئلة شائعة: 

ما هي أبرز تصرفات متعاطي الحشيش؟

يتسم سلوك متعاطي الحشيش بعدة مؤشرات واضحة، من بينها:

  • التقلبات المزاجية الحادة: قد ينتقل المتعاطي بسرعة من حالة من النشوة والضحك المفرط إلى حالة من الاكتئاب والعدوانية، دون مبرر واضح.
  • الإهمال: يظهر عليه إهمال ملحوظ للمسؤوليات الدراسية والمهنية، مع الميل إلى تجنب الالتزامات.
  • العدوانية والعنف: قد يصبح مدمن الحشيش أكثر عدوانية، مما ينتج عنه مشاكل اجتماعية وقانونية.
  • الكذب: يلجأ مدمن الحشيش إلى الكذب بشكل متكرر، بهدف إخفاء تعاطيه أو لتجنب المسؤولية.

متى ينتهي مفعول الحشيش؟

تختلف مدة بقاء الحشيش في الجسم باختلاف النسيج، حيث:

  • الشعر: يمكن الكشف عن آثار الحشيش في الشعر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
  • البول: تظل آثار الحشيش في البول لفترة تتراوح بين أسبوع وشهر، حسب كمية التعاطي ومدة الاستخدام.
  • اللعاب: يبقى الحشيش في اللعاب لمدة قصيرة نسبيًا، لا تتجاوز 12 ساعة عادة.
  • الدم: يمكن الكشف عن الحشيش في الدم لمدة تصل إلى 21 يومًا أو أكثر.

هل يعود الدماغ إلى طبيعته بعد ترك الحشيش؟

تعمل جميع أنواع المخدرات والتي من ضمنها الحشيش على إتلاف خلايا الدماغ، ولكن بقدرته الطبيعية يكون قادر على تجديد هذه الخلايا والعمل على إعادة إصلاح الأنسجة المتضررة، ولكن هذه العملية قد تكون بطيئة وتتم مع مرور الوقت.

كم يستغرق الشفاء من الحشيش؟

لا يمكن تحديد مدة محددة للتعافي من آثار الحشيش، حيث تتأثر هذه الفترة بعدة عوامل، مثل، العمر، مدة الإدمان، نوع المخدر، والصحة العامة للشخص المدمن، ولكن بشكل عام يجب ذكر أن مدة علاج أعراض الانسحاب وإزالة السموم تستغرق 14 يومًا.

وختامًا، بعد أن تعرفنا على جميع أضرار الحشيش، ننصحك بسرعة التوجه إلى أحد المراكز المتخصصة وطلب المساعدة إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك يعاني من إدمان الحشيش، فنحن هنا في مستشفى نبض التعافي متواجدين من أجل مساعدتك، فلا تتردد في التواصل معنا في أي وقت وأي مكان.

اقرأ ايضا: الفرق بين الاستروكس و الحشيش و اعراض كل منهما وأيهما أخطر

المصادر:

أشهر المقالات