كيف يبدو مدمن الاستروكس وكيف يفكر

كيف يبدو مدمن الاستروكس وكيف يفكر

مدمن الاستروكس يواجه صعوبات في السيطرة على الرغبة في تعاطي هذه المادة، مما يؤثر بشكل سلبي على حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية، ويبدأ تعاطي الاستروكس كوسيلة للترفيه أو الهروب من الواقع، لكنه سرعان ما يتحول إلى اعتماد، وبعد فترة يصبح الفرد أسيرًا لرغبة ملحة في الحصول على المزيد، مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في سلوكه ونظامه اليومي. 

يعرف الاستروكس بتأثيره الفعال والمباشر على الدماغ، حيث يحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تمنح المتعاطي شعورًا بالنشوة والراحة، وهذا الشعور يدفعه إلى تكرار التجربة للحصول على نفس التأثير، ومع مرور الوقت يتطور الاعتماد على الاستروكس ويصبح من الصعب التوقف عن تعاطيه.

الفرق بين متعاطي الاستروكس و مدمن الاستروكس

الفرق بين تعاطي المخدرات وإدمانها والتي من ضمنها الاستروكس يكمن في أن الإدمان هو حالة مرضية تتسم بالحاجة القهرية والمستمرة للمخدر، بغض النظر عن العواقب السلبية الناتجة عنه، بينما يشير التعاطي إلى استخدام المخدر بشكل أوسع دون الوصول إلى هذه الحالة المرضية.

وعند الرغبة في التوقف، فإن المدمنين يجدون صعوبة بالغة في الإقلاع عن تعاطي المخدرات دون مساعدة متخصصة، وعلى النقيض يمكن للمتعاطي أن يتوقف عن استخدام المخدر في أي وقت يقرر فيه ذلك.

يعد الإدمان مرحلة متقدمة من التعاطي، حيث يتطور الاعتماد الجسدي والنفسي على المخدر، ومع ذلك ليس كل من يتعاطى المخدرات سيصبح مدمنًا.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، يصنف الإدمان كاضطراب نفسي يسمي اضطراب تعاطي المواد، وتوضح الأبحاث أن الإدمان والتعاطي ليسا وجهين لعملة واحدة، بل يختلفان في شدتهما وتأثيراتهما.

الاضرار التي تصيب مدمن الاستروكس

الاضرار التي تصيب مدمن الاستروكس

يعتبر تعاطي مادة الاستروكس من أخطر أنواع الإدمان، فهي تترك آثارًا بالغة الخطورة على صحة المتعاطي، ويمتد تأثيرها ليصل إلى مختلف أجهزة الجسم، وهذه هي أبرز أضرار الاستروكس:

الجهاز العصبي المركزي: 

يؤدي تعاطي الاستروكس إلى فسادًا في الدماغ، حيث يؤدي إلى اختلال التوازن الكيميائي الطبيعي، حيث أن إفراز الدوبامين والنورادرينالين بشكل مفرط في الدماغ يجعل المتعاطي يشعر بنشوة مؤقتة، لكن سرعان ما يتحول هذا الشعور إلى إدمان قوي، ومع الاستمرار في التعاطي يتدهور أداء الدماغ بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة، وصعوبة التركيز، وتقلبات مزاجية حادة، وقد يصل الأمر إلى الهلوسة والأوهام.

الجهاز الهضمي: 

لا يقتصر تأثير الاستروكس على الدماغ، بل يمتد إلى الجهاز الهضمي، مسببًا مجموعة من المشاكل التي تؤثر على عملية الهضم بشكل كبير، فمن الشائع أن يعاني متعاطي الاستكروس من الغثيان والقيء المستمر.

الجهاز التنفسي:

يؤثر الاستروكس بشكل سلبي على الجهاز التنفسي، فمن الأعراض الشائعة التي يعاني منها المدمنون ضيق التنفس وصعوبة في التنفس، بالإضافة إلى السعال المستمر.

القلب والأوعية الدموية:

يعتبر الاستروكس قاتلًا صامتًا للقلب والأوعية الدموية، حيث يرفع ضغط الدم بشكل ملحوظ، ويزيد من معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي، وهذا يؤدي إلى زيادة الضغط على القلب والشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة.

الجلد:

يظهر مفعول الاستروكس بوضوح على الجلد، فمن الشائع أن يعاني متعاطي الاستروكس من جفاف شديد في الجلد، واحمرار، وتهيج، وظهور حب الشباب والبثور، وهذا يؤدي إلى تشوه مظهر الجلد.

الجهاز المناعي: 

يعتبر الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول عن الجسم ضد الأمراض والالتهابات، إلا أن الاستروكس يضعف هذا الجهاز بشكل كبير، وعندما يضعف الجهاز المناعي يصبح المتعاطي أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، ويجد صعوبة في الشفاء منها.

تعرف على: أضرار الاستروكس وما يفعله بالعقل

كيف يبدو مدمن الاستروكس

لا يوجد مظهر محدد لمدمن الاستروكس، ولكن هناك مجموعة من العلامات التي تصف حالة مدمن الاستروكس أو تدل على تعاطيه، وهي كما يلي:

التحمل: 

يبدأ المدمن في رحلة طويلة من البحث عن النشوة، فمع مرور الوقت تقل مدة الشعور بالسعادة، مما يدفعه إلى زيادة الجرعة بشكل مستمر في محاولة يائسة لاستعادة الشعور الأول، وهذه الدائرة تجعل المدمن أسيرًا للإدمان، ولا يستطيع التوقف.

الرغبة الشديدة: 

 يشعر متعاطي الاستروكس برغبة ملحة لا يمكن مقاومتها في الحصول عليه مهما كانت الظروف، وهذه الرغبة الشديدة تجعله يهمل كل شيء آخر في حياته، وتدفعه إلى ارتكاب أفعال متهورة.

التغيرات السلوكية: 

يصبح المدمن شخصًا آخر تمامًا فينسحب من علاقاته الاجتماعية، ويهمل عمله ودراسته، ويصبح انطوائيًا ومنعزلاً. 

الانسحاب: 

عندما يحاول المدمن التوقف عن تناول الاستروكس، يواجه عذابًا شديدًا، حيث يصاب بحالة من القلق والاكتئاب الشديد، ويعاني من أعراض جسدية مزعجة مثل الأرق والتعرق والغثيان. 

تجاهل العواقب:

يدرك المدمن تمامًا العواقب الوخيمة للإدمان، إلا أنه يفضل تجاهلها والاستمرار في تعاطي الدواء.

تصرفات مدمن الاستروكس

يعرف مخدر الاستروكس بتأثيره المدمر على الدماغ، مما يؤدي إلى تشوهات في الإدراك واضطرابات عاطفية وتشوش في التفكير، وهذا التشويش الذهني يجعل متعاطي الاستروكس يتصرفون بطرق غريبة وغير مألوفة، وكأنهم شخصيات أخرى تمامًا، وهذه هي أبرز التصرفات لهم:

  • العزلة والانطواء: يميل مدمنو الاستروكس إلى العزلة عن محيطهم الاجتماعي، ويفضلون الانسحاب إلى عالمهم الخاص. 
  • إهمال المظهر الشخصي: يصبح الاهتمام الوحيد لمدمن الاستروكس هو الحصول على المخدر، مما يؤدي إلى إهمال النظافة الشخصية والمظهر الخارجي، وقد يلاحظ المحيطون تغيرًا ملحوظًا في مظهره، كالشعر الأشعث و العيون الزائغة ورائحة المخدر.
  • الحاجة الماسة للمال: يدفع إدمان الاستروكس المدمن إلى سلوكيات متهورة ومخالفة للقانون، كارتكاب جرائم السرقة والعنف، لتوفير المال اللازم لشراء المخدر.
  • إهمال الواجبات والمسؤوليات: يصبح الحصول على المخدر هو الشغل الشاغل للمدمن، مما يؤدي إلى إهمال دراسته وعمله وجميع جوانب حياته الأخرى.
  • التهور والاندفاع: يتسم سلوك المدمن بالتهور وعدم إدراك العواقب، مما يدفعه إلى القيام بأفعال متهورة كقيادة السيارة تحت تأثير المخدر أو المخاطرة بحياته من أجل الحصول عليه.
  • العنف والعدوانية: يزداد مستوى العنف والعدوانية لدى المدمن، وقد يلجأ إلى إيذاء الآخرين أو تدمير الممتلكات، خاصة تحت تأثير المخدر.

كيف يفكر مدمن الاستروكس

هناك مجموعة من النقاط التي تساعد على فهم طرق تفكير مدمن الاستروكس، وهي كما يلي:

  • مدمن الاستروكس دائمًا ما يركز على الحصول على المتعة التي يحصل عليها من المخدر فقط،. ولا يفكر في العواقب الناتجة عن هذا الإدمان أبدًا.
  • الاستروكس يؤثر على قدرة دماغ المدمن وتجعله غير قادر على اتخاذ القرارات السليمة، مما يجعله أكثر عرضة للمخاطرة.
  • قد يعتقد المدمن أن بإمكانه التحكم في استخدامه لمخدر الاستروكس، وأن بإمكانه التوقف في أي وقت.
  • ينكر المدمن وجود مشكلة إدمان لديه، أو يحاول تبرير سلوكه.
  • يفكر دائمًا في إخفاء الإدمان عن الآخرين واخفاء الأدوات التي يستخدمها.

الاعراض الانسحابية لمدمن الاستروكس

الاعراض الانسحابية لمدمن الاستروكس

هذه هي مجموعة من أعراض انسحاب الاستروكس التي يعاني منها المدمن عند الإقلاع عن هذا المخدر:

  • الإصابة بحالة من الاكتئاب الحاد.
  • افكار انتحارية.
  • فقدان الشهية.
  • عدم تناول الطعام.
  • الإصابة بالقلق والتوتر.
  • حالة من العنف.
  • العصبية الزائدة.
  • التعرق بشكل مفرط.
  • هلاوس متكررة وأوهام.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • صداع شديد.
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الإرهاق الشديد.
  • ضعف في الذاكرة.
  • ارتعاش الجسم.
  • الخمول وتعب الجسد.
  • آلام في العظام.
اقرأ ايضا: اخطر اعراض انسحاب الاستروكس وكيف يمكن التغلب عليها

مدة علاج مدمن الاستروكس

تتضمن عملية علاج إدمان الاستروكس مرحلتين رئيسيتين، المرحلة الأولى هي مرحلة سحب السموم، والتي تستغرق حوالي أسبوعين (10-15 يومًا) لإزالة آثار المخدر من الجسم، ثم تليها المرحلة الثانية وهي فترة العلاج النفسي والسلوكي والتي تستمر من 3 إلى 6 أشهر.

علاج مدمن الاستروكس في مستشفى نبض التعافي

علاج مدمن الاستروكس في مستشفى نبض التعافي

بعد أن تعرفنا على خطورة إدمان الاستروكس والحاجة الملحة للعلاج، دعونا نستعرض خطوات العلاج التي تتبعها مستشفى نبض التعافي:

مرحلة التقييم الشامل:

في مستشفى نبض التعافي يتم إجراء فحص دقيق للمدمن لتحديد كافة الأضرار الجسدية والنفسية الناتجة عن تعاطي الاستروكس.

يشمل التقييم فحوصات طبية شاملة، مثل تحاليل الدم والبول، لتقييم وظائف الأعضاء والكشف عن وجود أي أمراض مصاحبة، وبناءً على نتائج التقييم، يتم وضع خطة علاج شخصية تناسب حالة المدمن الصحية والنفسية.

خطوة سحب السموم بأمان:

تعتبر هذه المرحلة حاسمة في عملية العلاج، حيث يتم قطع مصدر مخدر الاستروكس بشكل تدريجي تحت إشراف طبي.

وفي هذه المرحلة يستخدم الأطباء أدوية خاصة للتخفيف من أعراض الانسحاب المؤلمة التي قد يعاني منها المدمن، هذا بالإضافة إلى أنه يتم توفير تغذية صحية متوازنة لتعزيز صحة المدمن وقدرته على مقاومة المرض.

مرحلة العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:

الجلسات الفردية: يجري المدمن جلسات نفسية فردية مع متخصص لتحديد الأسباب التي أدت به للإدمان والعمل على حلها، ويتم تقديم الدعم النفسي للمدمن ومساعدته على تطوير خطط جديدة للتعامل مع الضغوط.

الجلسات الجماعية: يشارك المدمن في جلسات دعم جماعي مثل برنامج الـ12 خطوة، حيث يتبادل الخبرات مع آخرين يعانون من نفس المشكلة ويتعلم من تجاربهم.

العلاج النفسي: يتم علاج أي اضطرابات نفسية يعاني منها المدمن نتيجة تأثير الاستروكس عليه، وهذه الاضطرابات، مثل القلق والاكتئاب، والتفكير في الانتحار.

التأهيل الاجتماعي:

يسعى برنامج العلاج إلى إعادة دمج المدمن في المجتمع من خلال مساعدته على استرجاع حياته الطبيعية، سواء كانت دراسة أو عمل.

يتم تزويد المدمن بالأدوات اللازمة لتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى الانتكاس، مثل الابتعاد عن الأصدقاء القدامى والأماكن المرتبطة بالإدمان.

يوفر مركز نبض التعافي الدعم المستمر للمدمن بعد انتهاء البرنامج، من خلال متابعة دورية وتقديم الإرشاد عند الحاجة.

تعرف على: مخاطر علاج إدمان الاستروكس في المنزل

أسئلة شائعة 

هل يمكن علاج مدمن الاستروكس بدون طبيب؟

لا، لا يمكن علاج مدمن الاستروكس بدون إشراف طبي، حيث أن عملية التعافي من إدمان الاستروكس ليست بالأمر الهين، فـ خلالها يتعرض المدمن لمجموعة من التحديات وأبرزها الأعراض الانسحابية المؤلمة، لذلك لا يمكن تحقيق الشفاء بشكل تام إلا تحت إشراف فريق طبي مؤهل قادر على تقديم الدعم الدوائي والنفسي اللازم طوال مدة العلاج.

ما هو التصرف الصحيح إذا اكتشفت أن ابنك مدمن استروكس؟

إذا لاحظت على ابنك علامات تعاطي الاستروكس، فمن المهم اتخاذ الخطوات التالية:

  • تحدث مع ابنك بهدوء وحاول فهم ما يدور في نفسه. 
  • شجعه على التعبير عن مشاعره وآرائه دون خوف أو قلق.
  • استشر خبيرًا في مجال علاج الإدمان، مثل طبيب نفسي لمساعدتك في فهم المشكلة وتحديد أفضل خطة علاجية.
  • أظهر لابنك أنك بجانبه وتدعمه في رحلة تعافيه وكن صبورًا ومتفهمًا.
  • وفر لابنك بيئة منزلية آمنة وداعمة، بعيدة عن الضغوط والإغراءات.
  • ناقش مع ابنك الخيارات العلاجية المتاحة.
  • اشرح لابنك بوضوح مخاطر الاستروكس وآثاره المدمرة على صحته وحياته.
  • كن متابعًا لعملية العلاج وأحضر جلسات العلاج معه إذا أمكن.

وختامًا، يمكننا القول أن رحلة التعافي تطلب دعمًا وخطة علاجية شاملة حتي تتم بأمان دون أي انتكاسات، فيجب أن يذهب مدمن الاستروكس إلى مراكز علاج الإدمان لتحديد خطة العلاج المناسبة له، ونحن هنا في مستشفى نبض التعافي متواجدون من أجل مساعدتك في أي وقت.

اقرأ ايضا: الفرق بين الاستروكس و الحشيش و اعراض كل منهما وأيهما أخطر

المصادر:

أشهر المقالات