أضرار الفودو على الجسم تختلف من شخص إلى آخر، فهي تعتمد بشكل كبير على الحالة الصحية الفردية لكل شخص، بما في ذلك قوة الجهاز المناعي وقدرة الجسم على مقاومة الإدمان، وقد تختلف مدة تأثير المخدر أيضًا من شخص لآخر، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يستمر تأثير الفودو على جسم المتعاطي لدقائق معدودة، بينما يرى آخرون أنه قد يصل إلى عدة ساعات، وتشمل الآثار الجانبية للفودو مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والنفسية، والتي سيتم توضيحها بالتفصيل في الفقرات التالية.
ما هو الفودو؟
مخدر الفودو هو نوع من المخدرات القوية جدًا والتي يطلق عليها إسم الهيروين الأسود، ويتم صناعته من نبات الخشخاش الأحمر ويبدو ذهبي اللون، ويؤثر الفودو بسرعة كبيرة على الجسم والعقل، مما يؤدى إلى حدوث آثار جانبية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
الفودو مثل باقي أنواع المخدرات الأخرى يحتوي على مادة كيميائية نشطة تسمى الدوبامين، وهي المسؤولة عن الشعور بالسعادة والمتعة، وعندما يقوم الشخص بتعاطي الفودو يرتفع مستوى الدوبامين في الدماغ بشكل كبير، مما يسبب شعوراً بالنشوة والراحة، ولكن بعد مدة قليلة ينخفض هذا المستوى، مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والقلق، مما يدفع المتعاطي إلى تكرار الجرعة للحصول على نفس الشعور مرة أخرى، ومن هنا تبدأ رحلة الإدمان.
ما هي مكونات الفودو
يتكون مخدر الفودو من خليط من المواد الكيميائية المصممة للتأثير على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الحواس وتخديرها بشكل كامل.
يتم استخدام مواد طبيعية مثل الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين وتحويلها إلى مواد كيميائية قوية في المختبرات، حيث تخضع لعمليات معالجة خاصة لزيادة تأثيرها المخدر.
أضرار الفودو الجسدية
يتم تصنيف مخدر الفودو ضمن أخطر أنواع المخدرات التي تشكل تهديداً مباشراً للصحة الجسدية للانسان، فعند تعاطيه يتعرض الجسم لمجموعة من آثار الفودو الضارة، وهي كما يلي:
التعرق بشكل مفرط:
يؤدي تعاطي الفودو إلى تحفيز المراكز المسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم في الدماغ بشكل غير طبيعي، مما يرفع درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ، ونتيجة لذلك يشعر المتعاطي بتعرق شديد وغير طبيعي حتى في الأجواء الباردة أو المعتدلة.
اضطرابات في التوازن:
بسبب التأثير السلبي للفودو على الجهاز العصبي، يفقد المتعاطي قدرته على الحفاظ على توازنه، حيث يشعر بشكل مستمر بالدوار والدوخة، مما يعرضه لخطر السقوط والإصابة.
ارتعاش الأطراف:
يتسبب إدمان الفودو في تعطيل عمل الناقلات العصبية التي تنقل الإشارات بين الدماغ والعضلات، وهذا الخلل يؤدي إلى حدوث تشنجات لا إرادية في عضلات الأطراف، حيث قد تتقلص بعض العضلات بشكل مفاجئ بينما ترتعش عضلات أخرى.
فقدان الوزن:
يعاني مدمنو الفودو من فقدان كبير في الوزن لأسباب متعددة، أولاً، يقلل الفودو من الشهية بشكل كبير، مما يجعل المتعاطي يفقد رغبته في تناول الطعام، ثانياً، يسبب الفودو التهاباً في جدار المعدة، مما يزيد من سوء امتصاص العناصر الغذائية.
تلف وظائف الكبد:
يتولى الكبد مهمة تحطيم المواد الكيميائية الضارة الموجودة في الفودو، ومع ذلك فإن سمية الفودو عالية جداً، مما يتسبب في تلف خلايا الكبد، وهذا التلف يؤدي إلى تضخم الكبد وفشل كبدي وهي حالة خطيرة تهدد الحياة وتؤدي إلى الوفاة.
الفشل الكلوي:
تلعب الكلى دوراً حيوياً في تنقية الدم من السموم ومع الاستخدام المستمر للفودو تتعرض الكلى لضغط شديد نتيجة محاولتها للتخلص من السموم الموجودة في المخدر وهذا الضغط المستمر يؤدي إلى تدهور تدريجي لوظائف الكلى، مما قد يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى بانتظام.
مشكلات قلبية:
يعمل الفودو على تضييق الأوعية الدموية، مما يقلل من كمية الدم التي تصل إلى القلب والأعضاء الحيوية، وهذا الضغط الإضافي على القلب يزيد من خطر الإصابة بالجلطات القلبية التي قد تكون قاتلة.
أضرار الفودو النفسية
الفودو من مخدرات القنب الصناعي التي تسبب مجموعة من الأضرارالنفسية على الشخص عند التعاطي المستمر، وهذه هي بعض تلك الأضرار:
الإدمان والتفكير السيء:
يؤدي تعاطي الفودو إلى إدمان سريع وقوي، مما يدفع المتعاطي إلى الرغبة الملحة في الحصول على الجرعة التالية بشكل مستمر. هذا الإدمان الشديد قد يقود المتعاطي إلى التفكير في طرق غير أخلاقية أو غير قانونية للحصول على المخدر، مما يؤثر سلباً على سلوكه وأخلاقه.
الاكتئاب والقلق:
يزيد تعاطي الفودو من حدة مشاكل القلق والاكتئاب التي يعاني منها الفرد، فقد يدخل المتعاطي في دوامة من الحزن الشديد واليأس.
الانسحاب النفسي:
عند محاولة التوقف عن التعاطي يعاني المدمن من مجموعة من أعراض الفودو الانسحابية النفسية القوية والمؤلمة، وتشمل هذه الأعراض القلق الشديد، والتوتر المستمر، والغضب، والعدوانية.
الاستخدام بشكل مستمر:
يصبح تعاطي الفودو نمط حياة متكرر ومتواصل لدى المدمن، فهو يخصص الكثير من وقته وجهده وماله للحصول على الجرعة التالية، مما يؤدي إلى إهمال مسؤولياته تجاه نفسه وعائلته ومجتمعه.
تدمير العلاقات الاجتماعية:
يؤدي تعاطي الفودو إلى تدهور العلاقات الاجتماعية والأسرية بشكل كبير، حيث يجد المتعاطي صعوبة في التواصل مع الآخرين وبناء علاقات صحية، مما يدفعه إلى العزلة والانطواء على نفسه.
تدمير الأهداف والمستقبل:
يفقد المتعاطي القدرة على تحديد أهداف واضحة وتخطيط لمستقبله، فهو يصبح منشغلاً بتلبية حاجته للمخدر، مما يؤدي إلى إهمال دراسته أو عمله، وتدهور مستواه الأكاديمي أو المهني، ويحرمه من تحقيق طموحاته وأحلامه.
زيادة خطر الانتحار:
تتسبب الآثار النفسية المدمرة للفودو في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار.
عدم القدرة على اتخاذ القرارات والتفكير:
يؤثر الفودو بشكل سلبي على قدرة المتعاطي على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات صحيحة، ويصبح عاجزًا عن التفكير المنطقي، ويتخذ قرارات متسرعة وغير مدروسة.
تعرف على: اعراض ادمان و الاعراض الانسحابية للفودو
أضرار الفودو على الصحة الجنسية
تعاطى الفودو لا يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية فقط، بل يمتد تأثيره الضار على الصحة الجنسية أيضًا، فهو يعمل على:
- فقدان القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
- صعوبة في الحصول على أو الحفاظ على الانتصاب الكافي لإتمام العلاقة الجنسية.
- تأخر القذف بشكل ملحوظ، وقد يصل إلى القذف المتأخر أو عدم القدرة على القذف.
- انخفاض الرغبة الجنسية وفقدان الاهتمام بالعلاقة الحميمة.
- فقدان الإحساس بالأعضاء التناسلية أو خلل فيه.
- جفاف في المهبل يصاحبه ألم أثناء العلاقة الجنسية.
علاج أضرار الفودو في مستشفى نبض التعافي
هناك مجموعة من الخطوات التي يتم اتباعها في علاج الفودو داخل مستشفى نبض التعافي، وهي كما يلي:
مرحلة التقييم:
نظرًا للأضرار التي تسببها مادة الفودو للأعضاء والأجهزة، فمن الضروري إجراء مجموعة شاملة من التحاليل والفحوصات الطبية للتأكد من سلامة الجسم بعد التوقف عن التعاطي، ومن ثم تبدأ مرحلة سحب السموم من الجسم بشكل آمن.
مرحلة سحب السموم وعلاج أعراض انسحاب الفودو:
تتضمن مرحلة علاج إدمان الفودو التعامل مع أعراض الانسحاب الشديدة والتي تشمل مجموعة من المشاكل الجسدية والنفسية، مثل الصداع والغثيان والتوتر الشديد، وهذه الأعراض تعتبر من أخطر مراحل العلاج وتتطلب رعاية طبية متخصصة.
وعادةً ما تستمر أعراض الانسحاب الشديدة لمدة تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام، حيث تصل إلى ذروتها في الساعات الأولى ثم تبدأ بالتلاشي تدريجيًا مع مرور الوقت.
ونظرًا لخطورة أعراض انسحاب الفودو واحتمالية الانتكاس، فإن علاج إدمان الفودو يتطلب الإشراف الطبي المستمر في مراكز متخصصة، حيث يتم تقديم الدعم الدوائي والنفسي اللازم للمريض.
العلاج النفسي:
يقوم طبيب نفسي متخصص بإجراء مجموعة من الاختبارات النفسية والمقاييس لتأكيد التشخيص النفسي الذي توصل إليه الشخص المتعافي من إدمان الفودو وتحديد مدى الأضرار النفسية الناتجة عن تعاطي هذا المخدر.
التأهيل النفسي:
تتضمن مرحلة علاج إدمان الفودو برنامجًا تأهيليًا نفسيًا وسلوكيًا يشرف عليه فريق متخصص من الاستشاريين النفسيين ومستشاري علاج الإدمان في مركز نبض التعافي، ويهدف هذا البرنامج إلى مساعدة المريض على التخلص من إدمان الفودو والتغلب على المشاكل النفسية المصاحبة له.
تهدف برامج التأهيل النفسي إلى تعزيز قدرة المريض على التحكم في نفسه وتزويده بالمهارات اللازمة للتعامل مع المشكلات اليومية ومواجهة ضغوط الحياة، وذلك بهدف الوقاية من الانتكاس.
أسئلة شائعة عن أضرار الفودو
كم تبلغ مدة انسحاب الفودو من الجسم ؟
تتأثر مدة بقاء المخدر في الجسم بعدة عوامل، منها فترة الإدمان على المخدر، وكمية الجرعة المتناولة، والعمر للشخص، وحالة بعض الأعضاء الحيوية كالكلى والكبد، وهذه مدة انسحاب الفودو من الأعضاء:
- الفودو في الدم: يختلف وقت خروج الفودو من الدم باختلاف عدد مرات التعاطي وكمية الجرعة في كل مرة، ففي حالة التعاطي الأول قد يستغرق الأمر 12 ساعة، بينما قد تطول المدة في حالات الإدمان المتكرر.
- الفودو في البول: يبقى الفودو في البول لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام في حالة التعاطي المتقطع، وقد تمتد إلى ستة أيام في حالات الإدمان المزمن.
- الفودو في اللعاب والشعر: يعتبر اللعاب من أسرع السوائل التي يتخلص فيها الجسم من الفودو، حيث يختفي أثره خلال 6 ساعات تقريبًا، أما الشعر، فيحتفظ بآثار المخدر لفترة أطول قد تصل إلى ثلاثة أشهر.
كيف يمكن تقليل مدة بقاء الفودو في الدم؟
لا يوجد دواء مؤكد علميًا لتسريع عملية طرد الفودو من الدم، لذلك فإن اجتياز تحليل المخدرات يتطلب الانتظار حتى يتم التخلص منه بشكل طبيعي، ولكي يتم التخلص التام من آثار الفودو في الدم والسموم في الجسم يجب المرور بثلاث مراحل رئيسية، وهي الفحص الطبي الشامل لتحديد الحالة الصحية، وسحب السموم بشكل تدريجي تحت إشراف طبي، والتأهيل النفسي والسلوكي.
وختامًا، بعد أن تعرفنا على جميع أضرار الفودو الجسدية والنفسية والجنسية، ننصحك بسرعة التوجه إلى أحد مراكز علاج الإدمان، فإذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من إدمان الفودو لا تتردد في طلب المساعدة، فنحن هنا في مستشفى نبض التعافي متواجدون من أجل مساعدتك في أي وقت.
اقرأ ايضا: الفودو مخدر التعويذات الشيطانية ….. ما هو و كيف يمكن التخلص منه نهائيا
د.علي فهمي
استشاري اول طب نفسي وعلاج إدمان استشاري مخ وأعصاب
هل تعاني من اضطرابات نفسية أو إدمان على المخدرات أو الكحول؟ لا تيأس، فهناك الحل. تواصل معنا علي موقع نبض ،لدينا مجموعة من الأطباء ذو خبرة طويلة في طب النفس وعلاج الإدمان.