في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة إساءة استخدام القطرات المخدرة بين مدمني المخدرات وأصبح تعاطيها يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة، حيث تحتوي هذه القطرات على مضادات الكولين أو مضادات الهستامين أو مضادات الاحتقان والأدوية المضادة للالتهابات التي يتم استخدامها موضعياً وتعمل على تضييق الأوعية الدموية، وتستخدم هذه القطرات في الأساس لعلاج العديد من مشاكل العين كما تستخدم قبل العمليات الجراحية، ولكن وجد أن هذه القطرات المخدرة قد تؤدي إلى الشعور بالنشوة والاسترخاء والهلوسة وتقليل أعراض الاكتئاب عند إساءة استخدامها، كما ساعد رخص ثمنها وسهولة الحصول عليها على سرعة انتشارها بين المدمنين حيث أنها متوفرة في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية للحصول عليها على عكس المواد المخدرة الأخرى التي يحظر تداولها دون وصفة طبية.
اشهر القطرات المخدرة
أثبتت الدراسات أن أكثر القطرات المخدرة التي يساء استخدامها هي تلك التي تحتوي على مضادات الكولين ومضادات الهيستامين و مزيلات الاحتقان مثل:
-
القطرات التي تحتوي على مادة التروبيكاميد:
تعمل مادة التروبيكاميد التي تستخلص من الأتروبين كمضاد للكولين وتستخدم قبل العمليات الجراحية لتوسيع حدقة العين ولكن على مدار العامين الماضيين انتشر استخدامها عن طريق الوريد (IV) ويتم خلطها ببعض المواد المخدرة الأخرى كالهيروين أو الكحول أو الماريجوانا لزيادة مفعولها المخدر والحصول على المزيد من الشعور بالنشوة والسعادة، وهناك العديد من الأسماء التجارية للقطرات التي تحتوي على مادة التروبيكاميد مثل:
- ميدرياسيل قطرة مخدرات.
- قطرة ميدرابيد.
- Oftadilate مخدر.
- قطرة بلجيكا.
ويطلق البعض على هذه القطرات أحيانا اسم قطرة الحشيش حيث يتم خلطها بالحشيش لزيادة الشعور بالسعادة والنشوة ويسبب ذلك العديد من الأضرار مثل صعوبة في التنفس والاحمرار الشديد للعين وحساسية الضوء الشديدة.
تعرف على: قطرة ميدرابيد من علاج العين إلى مخدر للحقن
كما يؤدي زيادة استخدام بعض القطرات دون استشارة الطبيب إلى الاعتماد والإدمان وتشمل هذه القطرات:
-
قطرات العين لعلاج الحساسية:
تحتوي هذه القطرات على مضادات الهستامين ومزيلات الاحتقان، ويصفها الأطباء للأشخاص الذين يعانون من أعراض حساسية العين مثل العيون الدامعة والحكة والانتفاخ والاحمرار ولأنها تحتوي على مزيلات الاحتقان لذلك تعمل على تخفيف احمرار العين وانتفاخها، بينما تعمل مضادات الهيستامين على مقاومة تأثير الهيستامين الذي يسبب الحكة ودموع العين، ولكن إذا استخدمت هذه القطرات كثيرًا، فقد تسبب احمرار وجفاف العين، وقد ينتهي بك الأمر إلى التعرض لمزيد من أعراض الحساسية، مما قد يؤدي إلى اعتماد عينيك على هذه القطرات.
وعلى الرغم من الفوائد الطبية العديدة لقطرات الحساسية إلا أن كثرة استخدامها يسبب الإدمان والاعتماد عليها.
-
قطرات تبييض العين:
تحتوي العديد من قطرات تبييض العين المتاحة دون وصفة طبية على مواد قابضة للأوعية الدموية مثل النفازولين والتتراهيدروزولين، حيث تعمل هذه القطرات على تثبيط تدفق الدم إلى الأوعية الدموية ونتيجة لذلك تعمل على تقليل احمرار العين ومع ذلك في كل مرة تستخدم فيها قطرات تبيض العين، تضيق الأوعية الدموية مما يقلل من تدفق الدم ويمنع الأكسجين والمواد المغذية من الوصول إلى الصلبة العينية، كما وجد أن كثرة استخدام هذه القطرات يؤدي أيضا إلى الاعتماد والإدمان.
-
قطرات العين المرطبة:
هناك أمراض معينة تسبب جفاف العين مثل الجلوكوما والتهابات العين وتستخدم قطرات العين المرطبة لتخفيف هذا الجفاف حيث تحتوي على أملاح وماء وبوليمرات ومكونات أخرى تشبه الدموع الطبيعية. ولكن من الجدير بالذكر أن الإفراط في استخدام هذه القطرات يؤدي أيضًا إلى الاعتماد.
حقن القطرات المخدرة
على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية تم الإبلاغ عن زيادة الاستخدام غير الطبي لقطرات العين خاصة التي تحتوي على تروبيكاميد في أوروبا حيث لوحظ أنه عند حقن القطرات المخدرة عن طريق الوريد يشعر المدمن بالنشوة والسعادة كما يؤدي خلطها بالمواد الأفيونية المخدرة إلى زيادة تأثير هذه المواد المخدرة مما أدى إلى انتشار استخدامها بين المدمنين خاصة أن هذه القطرات تعتبر بديلا رخيصا للهيروين.
خلط القطرات المخدرات بالمخدرات الاخري
ينتشر استخدام القطرات المخدرة مثل التروبيكاميد بين المدمنين عادة عن طريق الحقن الوريدي وتستمر آثاره من 30 دقيقة إلى 6 ساعات، وغالبًا ما يتم خلطها مع مواد مخدرة أخرى وأشهرها الكحول والماريجوانا والمواد الأفيونية، ويسبب سوء استخدام القطرات المخدرة العديد من الآثار السلبية مثل:
- التلعثم في الكلام.
- توسع حدقة العين المستمر.
- فقدان الوعي وعدم الاستجابة، والهلوسة.
- آلام الكلى، واضطراب المزاج.
- فرط الحرارة.
- الرعشة، والميل إلى الانتحار، والتشنجات، والانفعال.
- تسارع ضربات القلب، والصداع.
- أحلام اليقظة.
خطورة خلط القطرات المخدرة بالهيروين
كما ذكرنا من قبل أنه يتم خلط القطرات المخدرة بالهيروين لمضاعفة تأثيره ويتسبب ذلك في حدوث العديد من المشاكل الصحية وقد يؤدي إلى الوفاة.
اقرأ ايضا: أعراض انسحاب الهيروين وكيفية التغلب عليها في نبض التعافي
علاج ادمان القطرات المخدرة
لا بد من علاج ادمان القطرات المخدرة داخل مستشفى نفسي، وتعد مستشفى نبض التعافي من أكثر المستشفيات تمييزا في علاج الإدمان حيث حققت أعلى نسب شفاء عالمية على مدى عدة سنوات وتضم نخبة من الأطباء المتميزين ويتم تطبيق أحدث بروتوكولات العلاج لتحقيق التعافي التام.
يتم علاج ادمان القطرات المخدرة داخل المستشفى خلال عدة مراحل تشمل:
-
مرحلة الفحص الشامل للمريض:
يتم فحص المريض فحصا شاملا لتقييم حالته ومعرفة نسبة المخدر بالجسم ويتم عمل كافة الفحوصات اللازمة لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من أمراض الكبد أو الكلى أو أي أمراض مزمنة.
-
مرحلة سحب السموم من الجسم:
تتميز هذه المرحلة بالعديد من التحديات لمواجهة الأعراض الانسحابية التي تحدث نتيجة التوقف عن تعاطي القطرات المخدرة ويقوم الأطباء بوصف الأدوية اللازمة للحد من هذه الأعراض حتى تمر هذه المرحلة دون ألم.
-
مرحلة العلاج النفسي والسلوكي:
يتم في هذه المرحلة معرفة الأسباب والدوافع التي أدت إلى الإدمان ومحاولة التغلب عليها كما يتم استبدال السلوكيات والأفكار السلبية لدى الفرد بأخرى إيجابية.
-
مرحلة التأهيل الاجتماعي:
يتم تأهيل الفرد في هذه المرحلة لمواجهة المجتمع وممارسة حياته الطبيعية دون الحاجة إلى المخدرات كما يتعلم الفرد كيفية مواجهة كافة المغريات التي قد تدفعه إلى العودة إلى الإدمان.
أشهر الأسئلة:
ما هي قطرات العين المخدرة الشائعة؟
هي نوع من أنواع قطرات العين التي يستخدمها البعض كمخدر نظرا لما تسببه من الشعور بالسعادة والنشوة ويتم حقنها عن طريق الوريد أو خلطها بالمواد المخدرة الأخرى لزيادة مفعولها المخدر.
كم من الوقت يستغرق تأثير قطرات العين المخدرة؟
يستمر تأثير قطرات العين المخدرة لمدة تتراوح من 50 دقيقة إلى 7 ساعات وقد يستمر لمدة أطول في بعض الأحيان.
اقرأ ايضا: علاج ادمان النالوفين
References:
1-Intravenous Abuse of Tropicamide in Opioid Use Disorder
2-Can You Become Dependent On Eye Drops?
د.علي فهمي
استشاري اول طب نفسي وعلاج إدمان استشاري مخ وأعصاب
هل تعاني من اضطرابات نفسية أو إدمان على المخدرات أو الكحول؟ لا تيأس، فهناك الحل. تواصل معنا علي موقع نبض ،لدينا مجموعة من الأطباء ذو خبرة طويلة في طب النفس وعلاج الإدمان.