الشخصية الإدمانية تتميز بمجموعة من السمات السلوكية والنفسية، والتي تختلف من شخص لآخر، ولكن جميعها تشترك في الرغبة القوية والمستمرة في ممارسة نشاط معين، بغض النظر عن عواقبه السلبية، ويمكن أن يكون هذا الإدمان على المواد المخدرة مثل، الكحول، أو حتى السلوكيات مثل القمار أو استخدام الإنترنت، وعلى الرغم من أن الإصابة بصفات الشخصية الإدمانية قد تظهر في سن المراهقة، إلا أنها يمكن أن تتطور في أي مرحلة من العمر، وتزداد حدتها مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
ما هي الشخصية الإدمانية
الشخصية الإدمانية هي حالة نفسية معقدة تتسم بعدم التوازن في جوانب الشخصية الأساسية الثلاثة وهما، التفكير، والشعور، والسلوك، وهذا الاضطراب يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد وعلاقاته مع الآخرين.
تشوهات في نمط التفكير
حيث يعتقد الشخص الإدماني أن سعادته وراحته مرتبطة بشكل أساسي بمادة معينة، أو سلوك محدد، أو شخص معين، وهذا التعلق الشديد يجعله يقلل من قدرته على البحث عن السعادة الداخلية والاستقلالية.
اضطرابات في المشاعر
يعاني صاحب السلوكيات الإدمانية من تقلبات مزاجية شديدة، فينتقل من حالة من الحماس الشديد إلى الاكتئاب الشديد في وقت قصير.
سلوكيات غير متوازنة
يميل الشخص الإدماني إلى اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة، ولا يفكر أبدًا في العواقب المحتملة.
انواع الإدمان
الإدمان هو حالة تتسبب في الرغبة الشديدة والمستمرة في تكرار سلوك معين أو استخدام مادة معينة، بغض النظر عن الآثار الضارة، وهناك أنواع مختلفة من الإدمان، وهي كما يلي:
الإدمان الكيميائي:
وهذا النوع يتم فيه استخدام مواد كيميائية تعمل على تغيير وظائف الدماغ بشكل كبير، مثل المخدرات والكحول والتبغ والنيكوتين، وهو يؤدي إلى حدوث تغييرات في الدوائر العصبية المسؤولة عن المكافأة في المخ، مما يجعل الفرد يشعر بالحاجة الملحة لاستخدام هذه المواد للحصول على شعور باللذة أو تخفيف التوتر.
الإدمان السلوكي:
وهذا النوع يتعلق بممارسة سلوكيات معينة بشكل مفرط، مثل القمار، التسوق، الألعاب الإلكترونية، الجنس، أو حتى العمل، مما يترتب عليه إهمال جوانب أخرى من الحياة، مثل العلاقات الاجتماعية، الصحة، والعمل.
الإدمان النفسي:
وهذا النوع يشمل مجموعة واسعة من السلوكيات والأفكار التي تهدف إلى الهروب من الواقع أو تحقيق الشعور بالراحة، ويمكن أن يشمل الإدمان النفسي الاعتماد على العلاقات، والأفكار السلبية، أو حتى الطعام.
إدمان الإنترنت:
وهو نوع خاص من الإدمان السلوكي يتعلق بالاستخدام المفرط للإنترنت، ويمكن أن يشمل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لعب الألعاب الإلكترونية، أو مشاهدة مقاطع الفيديو بشكل متواصل.
سمات الشخصية الإدمانية
هناك مجموعة من السمات التي تظل على أن هذا الشخص مصاب بالشخصية الإدمانية، فإذا لاحظت إثنان من هذه السمات على شخصًا ما يجب التعامل معه بحذر وتحفيزه على طلب المساعدة الطبية، وهذه هي سمات الشخصية الإدمانية:
الميل إلى المغامرات والإثارة:
تتميز الشخصية الإدمانية برغبة ملحة في البحث عن الإثارة، مما يدفعها لممارسة أنشطة مليئة بالمخاطر، مثل القيادة المتهورة أو الرياضات الخطرة، سعياً منها لتحفيز إفراز الدوبامين، ناقل العصب المسؤول عن المتعة، ومن أجل تعويض الشعور بالملل.
الحصول على المزيد:
تدفع الرغبة الجامحة في تكرار الشعور بالمتعة الأولى الشخصية الإدمانية إلى زيادة جرعات المادة المدمنة أو تكرار السلوك الإدماني، في محاولة يائسة لاستعادة النشوة الأولية.
الاندفاع:
تتميز الشخصية الإدمانية بطابعها الاندفاعي، حيث تتخذ قرارات متهورة دون تخطيط مسبق، مما يعرضها لمواقف خطيرة.
المعاناة النفسية:
تعتبر الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج، عوامل خطر تزيد من احتمالية الإدمان، حيث يلجأ الأفراد إلى المواد المخدرة أو السلوكيات الإدمانية كآلية للتكيف مع معاناتهم النفسية.
عدم القدرة على التوقف:
تواجه الشخصية الإدمانية صعوبات بالغة في التوقف عن السلوك الإدماني، حتى عندما تدرك آثاره الضارة على حياتها وعلاقاتها الاجتماعية.
كيفية التعامل مع الشخصية الإدمانية
الوقاية من الإدمان تبدأ بإدراك العلامات المبكرة لـ”إساءة الاستخدام” ومراقبة السلوكيات، والانتباه لهذه العلامات والعمل على تعديلها يمنع تطور المشكلة، وهذه بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع الشخصية الإدمانية:
- الفراغ النفسي وعدم وجود أهداف واضحة يدفعان للإدمان، لذلك، من الضروري ملء الوقت بأنشطة مفيدة وتحديد أهداف لتحقيق حياة أكثر إشباعًا.
- اضطراب الشخصية الإدمانية غالبًا ما يرتبط باضطرابات نفسية، لذلك يجب التعامل مع المدمن بحنان وتفهم، وتقديم الدعم اللازم له للتغلب على هذه المشكلة.
- الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى للعلاج، حيث أن إنكار المشكلة يؤدي إلى تفاقمها ويمنع الشفاء.
- على الأهل مساعدة المدمن على الاعتراف بمشكلته بطريقة لطيفة مليئة بالحنان، وتذكيره بأن الجميع يخطئون وأن الشفاء ممكن.
- العلاج النفسي يلعب دورًا حاسمًا في تغيير الأفكار والسلوكيات المدمرة المرتبطة بالإدمان، لذلك يجب سرعة طلب المساعدة الطبية.
- الجانب الروحي يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في عملية الشفاء، حيث يساعد على إيجاد السلام الداخلي والتغلب على الصعوبات.
اهم السمات الشخصية التي تؤثر على إدمان الشخص
هناك مجموعة من السمات الشخصية التي يعاني منها الشخص وتجعله أكثر عرضة إلى الميول الإدمانية، وهذه هي تلك الأسباب:
الإصابة بالاكتئاب:
غالبًا ما يكون الاكتئاب بوابة للإدمان.، حيث أن الشعور باليأس، والعزلة، واللامبالاة يدفع الكثيرين إلى البحث عن ملاذ في المخدرات، فهذه المواد تمنح إحساسًا زائفًا بالسعادة، لكنها سرعان ما تتحول إلى إدمان مدمر.
اضطراب ثنائي القطب:
التقلبات المزاجية الحادة المصاحبة للاضطراب ثنائي القطب تجعل من الصعب على الشخص التحكم في سلوكه، وقد يؤدي ذلك إلى سلوكيات اندفاعية.
اضطرابات النوم:
الأرق واضطرابات النوم الأخرى يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية، وقد تسبب أن بعض الأشخاص قد يلجأون إلى العقاقير المنومة كحل سريع، ولكنها تؤدي إلى الإدمان.
الفصام:
يؤثر الفصام على قدرة الشخص على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات سليمة، وقد يؤدي ذلك إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك الإدمان سواء كان الإدمان على المواد أو الإدمان السلوكي.
اضطراب ما بعد الصدمة:
يعاني الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات شديدة من صعوبة في التعامل مع المشاعر السلبية الناتجة، وقد يلجأون إلى المخدرات كطريقة للهروب من الذكريات المؤلمة وتخفيف شدة الأعراض.
الوسواس القهري:
الأفكار القهرية والطقوس المتكررة المصاحبة للوسواس القهري يمكن أن تكون مرهقة للغاية، وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى المخدرات لتخفيف حدة هذه الأعراض، ولكن هذا الحل المؤقت يؤدي إلى إدمان خطير.
اضطرابات الشخصية:
يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية من صعوبة في بناء العلاقات وتكوين صورة صحية عن أنفسهم، وقد يلجأون إلى الإدمان للتعبير عن مشاعرهم أو الهروب من الواقع.
عدم الثقة بالنفس:
الشعور بعدم الكفاءة وعدم القيمة الذاتية يمكن أن يدفع الأشخاص إلى البحث عن طرق سريعة لتحسين صورتهم الذاتية.
ضعف الشخصية:
الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم وقدرات اتخاذ القرار قد يكونون أكثر عرضة للتأثر بالضغوط الاجتماعية والدخول إلى عالم الإدمان.
الشعور بالنبذ:
قد يجد بعض الأشخاص أن الإدمان هو وسيلة للانتماء إلى مجموعة ما، ولكن هذا الشعور بالانتماء يكون مؤقتًا وغير صحي.
القلق والتوتر:
القلق المزمن والتوتر الشديد يمكن أن يجعل الحياة اليومية صعبة للغاية، وقد يجد بعض الأشخاص أن المخدرات هي الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه المشاعر السلبية، ولكنها في الواقع تزيد الأمر سوءًا على المدى الطويل.
حب التجربة:
الفضول والرغبة في تجربة أشياء جديدة قد تدفع بعض الشباب إلى تجربة المخدرات، ومع ذلك، فإن المخدرات يمكن أن تتحول بسرعة إلى إدمان.
عوامل الاصابة بالإدمان
الإدمان مشكلة معقدة تتأثر بعدة عوامل متداخلة، وهذه العوامل يمكن أن تكون وراثية، أو بيئية، أو نفسية، وهي كما يلي:
العوامل الوراثية:
هل تساءلت يومًا لماذا يميل بعض الأشخاص للإدمان أكثر من غيرهم؟ قد يكون الجواب يكمن في الجينات، حيث أنها
من أكبر عوامل تحفيز الإدمان لدى الشخص، فإذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني من الإدمان، فمن المحتمل أن تكون أكثر عرضة للإصابة به أيضًا.
العوامل البيئية:
البيئة التي نعيش فيها تؤثر بشكل كبير على سلوكنا، فبعض العوامل البيئية التي تزيد من خطر الإدمان تشمل:
- الأسرة: التفكك الأسري، الإهمال، والعنف يمكن أن تزيد من خطر الإدمان.
- الأصدقاء: الضغط من الأصدقاء لتجربة المخدرات أو الكحول يمكن أن يدفع الشخص إلى الإدمان.
- المجتمع: توافر المخدرات والكحول بسهولة، والنظرة الاجتماعية الإيجابية تجاه هذه المواد يمكن أن تشجع على الاستخدام.
العوامل النفسية:
مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب، القلق، واضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن تزيد من خطر الإدمان، حيث يستخدم بعض الأشخاص المخدرات والكحول كآلية للتكيف مع هذه المشاكل، ولكن على المدى الطويل، فإن الإدمان يزيد الأمور سوءًا.
العمر:
العمر الذي يبدأ فيه الشخص بتعاطي المخدرات أو الكحول يلعب دورًا مهمًا، فكلما كان العمر أصغر، زاد خطر الإدمان، وذلك لأن الدماغ لا يزال في طور النمو، والمخدرات يمكن أن تؤثر على هذا النمو بشكل سلبي.
اقرأ ايضا: العوامل البيئية وتأثيرها على الإدمان
الوقاية من خطر الإدمان
الشخصية الإدمانية تكون أكثر عرضة للوقوع في خطر إدمان جديد، لذلك يجب إتباع هذه النصائح لـ تقليل خطر حدوث الإدمان:
- بدلًا من اللجوء إلى الطعام للتخفيف من المشاعر السلبية، جرب أساليب صحية مثل ممارسة الرياضة أو التأمل.
- يجب أن تقلل من تناول الكحول أثناء التجمعات الاجتماعية، واستبدله بأنشطة مفيدة مثل الدردشة أو اللعب.
- عليك تحديد وقتًا معتدلاً لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الإدمان.
- تجنب التسوق المفرط كوسيلة لتحسين المزاج.
- ابتعد عن الأصدقاء الذين يشجعونك على سلوكيات ضارة.
- لا تستخدم الأدوية دون استشارة الطبيب لتجنب الإدمان.
- تذكر أن التخلص من العادات السيئة أسهل مما تعتقد، ولا تتردد في طلب الدعم من الآخرين.
- اعتمد نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة والنوم الكافي.
دور برامج العلاج النفسي في التعامل مع الشخصية الإدمانية
يعتبر العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، من أهم الأدوات المتاحة لمساعدة الأفراد على التغلب على التحديات النفسية والعاطفية التي يواجهونها، حيث يركز هذا النوع من العلاج على تغيير أنماط التفكير والسلوك غير الصحية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ.
أثبت العلاج السلوكي المعرفي فعاليته في علاج العديد من المشكلات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والإدمان، فهو يساعد الأفراد على تحديد الأفكار السلبية التي تؤدي إلى سلوكيات ضارة، واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، وبالتالي يكتسب الأفراد القدرة على التحكم في سلوكهم وتحسين علاقاتهم مع أنفسهم ومع الآخرين.
تعرف على: أولى خطوات رحلة علاج الإدمان
علاج إدمان الشخصية الإدمانية في مستشفى نبض التعافي
يسعى مستشفى نبض التعافي دائمًا إلى مساعدة المدمنين على الشفاء التام من خلال برامج علاجية شاملة ومتخصصة، وهذه هي طرق العلاج التي يتم استخدامها:
مرحلة التقييم:
يبدأ العلاج في مستشفى نبض التعافي بتقييم شامل وشخصي لحالة كل مريض، حيث يتم تحليل الجوانب الصحية والنفسية والسلوكية لتحديد الخطة العلاجية الأنسب.
العلاج السلوكي:
يعمل العلاج السلوكي على إعادة بناء الأفكار والسلوكيات المدمرة المرتبطة بالإدمان، مما يساعد المرضى على تطوير طرق مواجهة أكثر صحة.
العلاج الجماعي:
يوفر العلاج الجماعي فرصة للمرضى لمشاركة تجاربهم وتعلم من خبرات الآخرين.
العلاج الدوائي:
هناك بعض حالات الشخصية الإدمانية تطلب العلاج الدوائي، لذلك قد يصف الأطباء مجموعة من الأدوية التي تساعد في رحلة العلاج.
تعرف على: أهمية العلاج النفسي للإدمان وما هي طرق العلاج النفسي للإدمان
أسئلة شائعة
هل المخدرات تغير الشخصية؟
نعم، تؤدي المخدرات إلى الإصابة بمجموعة من المضاعفات النفسية، والتي قد تشمل تغييرات ملحوظة في الشخصية، مثل زيادة العزلة الاجتماعية أو الانطواء، أو تقلبات حادة في المزاج.
كم عدد الأشخاص الذين لديهم شخصيات إدمانية؟
لا يمكن تحديد عدد دقيق للأشخاص الذين لديهم شخصيات إدمانية.
كيف يؤثر الإدمان السلوكي على الدماغ؟
الإدمان يعمل على تحفيز نظام المكافأة في الدماغ، وهو النظام المسؤول عن الشعور بالنشوة والسعادة، ومع تكرار السلوك الإدماني، يصبح الدماغ معتادًا على هذا ويتطلب المزيد للحصول على نفس الشعور بالمتعة.
وختامًا، يمكننا القول أن فهم الشخصية الإدمانية وأسبابها أهم خطوة في رحلة التعافي، وعند العلاج يحصل المريض على برامج دعم نفسية واجتماعية تساعده على تخطي هذه المرحلة، فإذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعانين من الإدمان يمكنكم الحصول على المساعدة من خلال التواصل معنا في مستشفى نبض التعافي.
اقرأ ايضا: اسباب الادمان السلوكي… أنواعه… اضراره
المصادر:
- الشخصية الإدمانية: تعريفها، وأشكالها، وأسبابها، طرق التعامل معها
- صفات الشخصية الإدمانية
- الإدمان | Addiction
- الشخصية الإدمانية.. عندما تأتي فرص النجاح من رحم المعاناة
- Addictive personality: definition, causes, symptoms, and treatment
- المعالجة السلوكية | Behavior therapy
- الإدمان والمخدرات
د.علي فهمي
استشاري اول طب نفسي وعلاج إدمان استشاري مخ وأعصاب
هل تعاني من اضطرابات نفسية أو إدمان على المخدرات أو الكحول؟ لا تيأس، فهناك الحل. تواصل معنا علي موقع نبض ،لدينا مجموعة من الأطباء ذو خبرة طويلة في طب النفس وعلاج الإدمان.